ناس كتير بتنتقد وتلوم أصحاب اضطراب الشخصية الحدية.. لكن خلونا نفكر الناس دي فيهم ايه حلو ؟
البوردرلاين نمط شخصية ، وبيبقى مرض لما يزيد عن حدود معينة ، وهنا العلاج بيكون دوره انه يرجع العيان لحدوده الامنة في ضوء طبيعة شخصيته بعيدا عن المعاناة والتعطيل ، انما هيفضل بوردرلاين.
وده لا هو ميزه ولا عيب.
في المقال بحاول ألخص جزء تجربتي مع مرضى اضطراب الشخصية الحدية ، اللي لقيت فيها ان نفس الحاجات اللي بنسميها ظواهر مرضية أو مزعجة ، هي نفسها ممكن تكون لها مميزات تفرق في حياة المريض واسرته.
فمثلا .. التقلبات المزاجية
نسمع أحلى شكوى من البني ادم اللي على طول بيقلبها نكد ، ونقول بكل ثقة انه بتقلباته المزاجية انسان متعب ، لكن بنغفل دائما انه التقلبات المزاجية بتاخده أحيانا من الوحش للحلو بدون مبرر وبدون منطق برضو. ودي حاجة بتساعد على تجاوز أزمات كتير.
وبالنسبة للمشاعر المبالغ فيها
تلاقي الولد من دول مهووس بماسورة الحب المتفجرة من البنت اللي حبها وشخصيتها حدية ، ويعمل كل حاجة علشان يقرب منها. وبعد القرب يبدأ يزهق ويشتكي من كم الحب والمشاعر ده ... طيب بذمتكم المشكلة عند مين ؟ عند اللي ثابت على اسلوبه ولا عند اللي اتغير ؟
المشاعر دي لو اتوظفت صح واتفهمت كويس ، هتكون العلاقات العاطفية عند الناس دي نموذج يتدرس لكل اللي عاوز يحب أو يتحب.
أما الإندفاعية
صحيح الشخصية الحدية بتتسم بالاندفاعية.. لكن ليه بنبص للجانب المظلم بس من الاندفاعية، الاندفاعية في كتير من الأوقات بتكون نتيجة حماس شديد لفكرة كويسة اصلا ، لكن التنفيذ بس هو اللي بيكون غلط. إنما الحماس نفسه شكرا ليه.
يبقى برضو احنا محتاجين نوظف التنفيذ ونتحكم في السلوك ، من غير ما نبقى بنلوم ونعترض على الشخصية كلها.
الإغواء
من العلامات المميزة للشخصية الحدية قدراتهم الكبيرة على اغواء الجنس الاخر ، ورغم ان ده بيعمل مشاكل كتير احيانا، الا انه لو أتوجه للشخص الصح بالطريقة الصح الاثنين هعيشوا احلى حياة ، التعامل مع الحكاية دي على انها حلاوة البدايات مع الشخصية الحدية غلط كبير ، لان ده نمط ثابت عندهم مش بيتغير ، بالعكس ممكن يزيد ، والشخص اللي بيقرب منهم لو فهم ده هيعيش حياة ممتعة جدا
الملل
صاحب الشخصية الحدية بيتحرك غالبا بين مستويين من الشغف ، إما عالي أوي او قليل أوي لدرجة الملل ، لدرجة انه ممكن يسيب حاجات مهمة كان محتاج يكملها.
موضوع تأرجح الشغف ده صحيح صعب لانه ممكن يبوظ حاجات كتير.
لكنه برضو نفس الشغف اللي بيودي مريض الشخصية الحدية للمشاكل هو نفسه اللي ممكن نستغله في العلاج وتغيير خريطة حياته بالكامل.
التقلبات المستمرة
على الرغم من ان صاحب الشخصية الحدية ممكن يكون بيغير ميوله واتجاهاته وقناعاته وحتى الخطوات المصيرية في حياته كتير ، وده بيخلي اللي حواليه يحسوا انهم مش فاهمينه ، وانهم مهما عاشروه ممكن ييجي عليهم وقت يحسوا ناهم مش عارفينه ، وبيشوفوه منه وشوش جديدة.
إلا أني بشوف ان الشخصية الحدية من أكثر الشخصيات وضوحا ، هو واضح في مشاعره وفي افكاره حتى لو بيغيرها كتير ، لأنه اصلا مش بيعرف يكون بوشين ، مش بيعرف يكون ذكي كفاية علشان يخدع اللي قدامه حتى او يخبي حاجة جواه.
وبشوف ان دي ميزة مهمة جدا ، لو تعلمون.
أحمد أشرف - أخصائي نفسي - 6 نوفمبر 2023