تأملات معالج نفسي ؛
اكذوبة الذكاء المتعدد
وعقدة الخواجه
اعلم ان مقالي هذا سوف يقلق كثيرا من الزملاء الذين اعتادوا علي الاقتناع بما يصلنا من علماء الغرب اوربيين كانوا ام امريكيين ولا زالت معظم ابحاثنا وكتبنا في علم النفس ترجمة للفكر الغربي وامتدادا له.
وعلماء الغرب بحكم حضارتهم وثقافتهم يميلون إلي التجزيء والاستغراق في التفاصيل وهكذا فعل علماء النفس بالذكاء فأصبحنا كل يوم يفاجئنا احد علمائهم بنوع جديد من الذكاء تحت مسمي الذكاءات المتعددة والتي اقتربت انواعها من العشرين نوعا وقابلة للزيادة والتعدد.
فثمة ذكاء لغوي ورياضي وموسيقى وجسدي وذاتي وفراغى وعاطفي وروحي واجتماعي وداخلي وميكانيكي ومجرد وحركي ومكاني وبيئي وأنواع أخري كثيرة من الذكاء سوف يتحمس لها بعض علمائنا ويسرعون بترجمة مقاييسها او يعدون مقاييس عربية لهآ.
وتكمن جذور الازمة من وجهة نظري منذ طرح موضوع الذكاء من القرن التاسع عشر والي يومنا هذا فلا يوجد تعريف متفق عليه أو موحد للذكاء.
فهو مصطلح يشير الي القدرات العقلية كالقدرة علي التحليل والتخطيط وحل المشكلات وبناء الاستنتاجات وسرعة التصرف كما هو القدرة على التفكير المجرد وجمع وتنسيق الأفكار والنقاط اللغات وسرعة التعلم ويتضمن أيضا طبقا لرؤية بعض العلماء القدرة علي الاحساس وإبداء المشاعر وفهم الآخرين.
وكما ترون ياسادتي الكرام خليط متباين المكونات وليس عليه إتفاق.
الذكاء في يقيني قدرة شاملة تشكلها الوراثة والبيئة ومجالات الممارسة والتعلم والخبرات وتظهر في المواقف التي تستدعي ظهورها ففي المدرسة الطالب الذكي هو المتفوق في دراسته وفي قطاع الأعمال هو القادر علي استغلال الفرص وتحقيق افضل المكاسب وهكذا يظهر الذكاء طبقا للعديد من المتغيرات كالعمر والمجال والأهداف والتحديات.
اذن هو قدرة واحدة ذات أبعاد متعددة ونوع واحد وليس انواعا متعددة والذكاء في رؤيتي المتواضعة هو التعامل بكفاءة مع البيئة باختصار.
متي نتخلص من عقدة الخواجة ولا ننبهر بما ياتينا من الغرب ونعيد النظر في كثير من أفكارنا
لقد كنا أصحاب حضارة اضاءت العالم كله وهاهي مصر تستعيد دورها الثقافي والحضاري وعلي الغرب ان يستمع وينصت ويتعلم
ياعلماء النفس العرب والمصريين .
طبتم وطابت اوقاتكم.
كتب: أ.د. أحمد خيري في 3 ديسمبر 2021