قلت لنفسي: هل في حد مرتاح في الدنيا دي ؟
نفسي: مرتاح ازاي يعني ؟
أنا: مرتاح عادي يعني .. يعني مبسوط ، مستريح مش شايل هم ، بيستمتع بحياته ، خلص كل اللي وراه وبيأنتخ بقى.
نفسي: انت عمرك شفت حد كدة ؟
أنا: لا
نفسي: امال بتسأل ليه السؤال العبثي ده ؟
أنا: انا حر ما أسال زي ما انا عاوز.
نفسي: هو انت نفسك ترتاح ؟
أنا: اه .. عاوز اعرف امتى بقى هوصل للحظة دي؟
نفسي: ما انت عارف امتى
انا: ما هو حتى دي مش ضامنها ، مين عارف ايه اللي هيحصل وهنروح فين.
نفسي: تصدق كنت لسه هقولك كدة.
أنا: طيب وبعدين، الفرهدة مستمرة يعني ؟ مالهاش اخر يعني؟ ثورة هي؟
نفسي: هي مالهاش اخر ، بس مش معنى كدة انها مستمرة.
فكرة الراحة المطلقة دي اعتقد انها مش موجودة في الدنيا ، واللي قاعد مستني الوقت اللي هيخلص فيه كل اللي وراه ويتخلص من التوتر والقلق والأهداف واللي في حياته فمعنى كدة انه مستني يموت.
لكن في وسط كل الدوشة دي انت عندك فرص لانك تحس احساس كويس ، انك تستمتع.
لما ييجي يوم الجو فيه حلو بعد موجة حر .. يا ترى بتحس بالتغيير ؟ بتعرف توقف نفسك عن الانشغال بكل الحاجات اللي وراك وتستمتع بالجو ولو لمدة 10 دقائق حتى ؟
لما تقابل حد صاحبك ماشفتوش من زمان ؟ لما تخلص امتحانات السنة ؟ أو بحث الترقية ؟ او كورس مهم في شغلك ؟ او تقفل تارجت الشهر ؟ او لما ولادك ينامو والدنيا تبقى هدوء ؟ او غيره من اللحظات الهادئة اللي مش بتيجي بالساهل وغالبا بتيجي بعد توتر كبير.
انت محتاج تعرف ازاي تركز في اللحظات دي وتعيشها وتستمتع بيها من غير ما تفكر في حاجة تانية. الاحساس اللي ممكن تدور عليه هنا مش الراحة ، اد ما هو الرضا.
انك تحس في اللحظة دي انك راضي من جواك ، مش لازم تكون راضي عن حياتك كلها ولا حتى عن معظمها، كفاية انك تحس انك راضي عن اللحظة اللي انت فيها دلوقتي.
وتكون قادر في اللحظة دي تاخد نفس مرتاح ، وتخرجه بهدوء ، وتعمل حاجة تكون بتحبها ، تشرب كوباية شاي تكمل جلال اللحظة ، أوتنزل تتمشى شوية لوحدك ، او تتفرج على حاجة بتحبها. او تكلم حد بتحبه، او تاكل حاجة بتحبها.
لحظة رضا واحدة في اليوم ممكن تغسل ساعات طويلة من التوتر والتعب. وهتخليك تبطل تدور على الراحة الخيالية اللي مالهاش وجود في الدنيا.
وخد بالك ان الرضا مش قرار ولا شطارة منك ..
الرضا رزق ، ومحتاج مجهود علشان ييجي.
أحمد أشرف - أخصائي نفسي - 12 نوفمبر 2023